نقد الصّحابة
وتجريحهم ، ويترضّون عليهم جميعاً ، بل ويصلّون عليهم كما يصلّون على محمّد وآل
محمّد ، ولا يستثنون منهم أحداً.
والسّؤال الذي يطرحُ على أهل السنّة
والجماعة هو : هل في نقد الصّحابة وتجريحهم خروج عن الإسلام أو مخالفةً للكتاب
والسنّة؟
وإجابةً على هذا السّؤال لا بدّ لي من
استعراض أعمال وأقوال بعض الصحابة في حياة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبعد وفاته ، من خلال ما ذكره علماء أهل السنّة في صحاحهم ومسانيدهم وتواريخهم ، مقتصراً
عليهم دون ذكر أيّ كتاب من كتب الشيعة; لأنّ هؤلاء موقفهم من بعض الصّحابة معروف ،
ولا يتطلّب مزيداً من التوضيح.
وحتّى أرفع الالتباس لكي لا أترك للخصم
حجّة يحتجّ بها عليَّ ، أقول : إنّه عندما نتكلّم في هذا الفصل عن الصّحابة
فالمقصود هو البعض منهم وليس جميعهم ، وقد يكون هذا البعض أكثريّة أو أقلّية ، فهذا
ما سنعرفه من خلال البحث إن شاء الله تعالى; لأنّ كثيراً من المشاغبين يتّهموننا
بأنّنا ضدّ الصّحابة! وأنّنا نشتم الصّحابة ونسبّهم!! ليؤثّروا بذلك على السّامعين
، ويقطعوا بذلك الطريق على الباحثين.
في حين أنّنا نتنزّه عن سبّ الصّحابة
وشتمهم ، بل ونترضّى على الصّحابة المخلصين الذين سمّاهم القرآن بـ ( الشاكرين ) ،
ونتبرّأ من المنقلبين على الأعقاب الذين ارتدّوا على أدبارهم بعد النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتسبّبوا
في ضلالة أغلب المسلمين ، وحتّى هؤلاء لا نسبّهم ولا نشتمهم ، وإنّما كلّ ما في
الأمر أنّنا نكشف أفعالهم التي ذكرها المؤرّخون والمحدّثون ليتجلّى الحقّ