« والآخرة » ، في :
( أنها لزوجة نبيّكم في الدنيا والآخرة ) ليموّهوا على العامّة بأنّ الله غفر لها
كلّ ذنب اقترفتْهُ ، أدخلها جنّته ، وزوجها حبيبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإلاّ من
أين عَلِمَ عمَّار بأنّها زوجته في الآخرة؟
وهذه هي آخر الحيل التي تفطّن لها
الوضّاعون من الروّاة في عهد بني أُميّة ، عندما يجدون حديثاً جرى على ألسنة
النّاس فلا يمكنهم بعدُ نكرانه ولا تكذيبه ، فيعمدون إلى إضافة فقرة إليه أو كلمة
أو تغيير بعض ألفاظه; ليخفّفوا من حدّته أو يُفْقدوه المعنى المخصوص له ، كما
فعلوا ذلك بحديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » الذي أضافوا إليه : وأبو بكر
أساسها ، وعمر حيطانها ، وعثمان سقفها!!
وقد لا يخفى ذلك على الباحثين المنصفين
، فيبطلون تلك الزيادات التي تدلّ في أغلب الأحيان على سخافة عقول الوضّاعين ،
وبُعدهم عن حكمة ونور الأحاديث النبويّة ، فيلاحظون أنّ القول بأنّ أبا بكر أساسها
، معناه أنّ علم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
كلّه من علم أبي بكر ، وهذا كفْرٌ. كما أنّ القول بأنّ عمر حيطانها ، فمعناه بأنّ
عمر يمنع الناس من الدخول للمدينة ، أعني يمنعهم من الوصول للعلم ، والقول بأن
عثمان سقفها ، فباطل بالضرورة; لأنه ليس هناك مدينة مسقوفة وهو مستحيل.
كما يلاحظون هنا بأنّ عمّاراً يقسم
بالله على أنّ عائشة زوجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في الدنيا والآخرة ، وهو رجم بالغيب ، فمن أين لعمّار أن يقسم على شيء يجهله؟ هل
عنده آية من كتاب الله ، أم هو عهد عهده إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟