العالمين وسيّدة
نساء أهل الجنة[١]
، ثمّ يرزقُه الله منها سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين ، فترى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يذهب ويبات
عند فاطمة ساهراً على تربية أحفاده ويقول : « ولداي هذان ريحانتي من هذه الأُمة »[٢] ويحملهما على كتفيه ، فتزداد بذلك
عائشة غيرة لأنّها عقيم!!
ثمّ ازدادت الغيرة أكثر عندما شملت زوج
فاطمة أبا الحسنين لا لشيء إلاّ لحبّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
إيّاه ، وتقديمه على أبيها في كلّ المواقف ، فلا شكّ أنّها كانت تعيش الأحداث.
وترى ابن أبي طالب يفوز في كلّ مرّة على
أبيها ، ويمضي بحبّ الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
له ، وتفضيله وتقديمه على من سواه ، فقد عرفت أنّ أباها رجع مهزوماً في غزوة خيبر
بمن معه من الجيوش ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
تألّم لذلك وقال : « لأعطين الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبُّهُ الله ورسوله
كرّار غير فرار »[٣]
، وكان ذلك الرجل هو علي بن أبي طالب زوج فاطمة ، ثمّ رجع
[٢] ورد في تاريخ
دمشق ١٣ : ٢٠٢ ، وكنز العمال ١٣ : ٦٦٧ ح ٣٧٦٩٩ بلفظ : « إنّ ابني هذين ... » ، وفي
مسند أحمد ٢ : ٨٥ ـ ١١٤ وصرّح محقّق الكتاب أحمد شاكر في كلا الموضعين بصحته ،
والمصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥١٤ ح ١٦ ، والسنن الكبرى للنسائي ٥ : ٤٩ ح ٨١٦٧ ،
وصحيح ابن حبان ١٥ : ٤٢٦ بلفظ : « هما ريحانتي من الدنيا ».
[٣] بهذا اللفظ في
تاريخ دمشق ٤١ : ٢١٩ ، وكنز العمال ١٣ : ١٢٣ ح ٣٦٣٩٣ ، ويوجد صدر الحديث في صحيح
البخاري ٥ : ٧٦ ، صحيح مسلم ٥ : ١٩٥ ، ويوجد بلفظ : « ليس بفرار » في مسند أحمد ١
: ٩٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ : ٥٢٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٠٩ ، المعجم
الكبير للطبراني ٧ : ٣٥.