ونخلص بالأخير إلى أنّ بني أُميّة ،
وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان يبغضون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ومنذ أن آلتُ إليهم الخلافة عملوا على تقليب الحقائق ظهراً على عقب ، ورفعوا
أقواماً إلى القمّة من المجد والعظمة ، بينما كانوا في حياة النبىّ أُناساً
عاديّين وليس لهم شأن كبير ، ووضعوا آخرين كانوا في قمّة الشرف والعزّ أيام النبىّ
صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأعتقد أنّ ميزانهم الوحيد في الرفع
والوضع هو فقط عداؤهم الشديد وبغضهم اللاّمحدود لمحمّد وأهل بيته علي وفاطمة
والحسن والحسين ، فكلّ شخص كان ضدّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وضدّ أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً رَفعوا من شأنه ،
واختلقوا له روايات وفضائل ، وقرّبوه وأعطوه المناصب والعطايا ، فأصبح يحظى بتقدير
النّاس واحترامهم.
وكلّ شخص كان يحبّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ويدافع عنه
عملوا على انتقاصه ، وخلق المعايب الكاذبة له ، واختلاق الروايات التي تنكر فضله
وفضائله.
وهكذا أصبح عمر بن الخطّاب الذي كان
يعارضه في كلّ أوامره ، حتّى رماه بالهجر في أواخر أيام حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم ; أصبح هذا
الرجل هو قمّة الإسلام عند المسلمين زمن الدولة الأمويّة!
أمّا علي بن أبي طالب الذي كان منه
بمنزلة هارون من موسى ، والذي يحبّ الله ورسوله ويُحبُّه اللّهُ ورسولُهُ ، والذي
هو وليّ كلّ مؤمن; أصبح يلعنُ على منابر المسلمين ثمانين عاماً!!
وهكذا أصبحتْ عائشة الّتي جرّعت رسول
الله الغُصص ، وعصتْ أوامره كما عصتْ أمر ربّها ، وحاربتْ وصىّ رسول الله ،
وتسبّبت في أكبر فتنة