عترتهُ خير العتر ، وأسرتُه خير الأُسر
، وشجرته خير الشجر ، نبتت في حرم ، وبسقت في كرم ، لها فروع طوالٌ ، وثمرة لا
تنال ، فهو إمامُ من أتّقى ، وبصيرةُ من اهتدى ، سراجٌ لمع ضَوءهُ وشهابٌ سطع
نورُه ، وزندٌ برق لمعُه.
سيرته القصدُ ، وسنّتُهُ الرّشدُ ،
وكلامه الفصْلُ ، وحكمهُ العدل ، أرسلَهُ على حين فْترة من الرسُلِ ، وهفوة عن
العمل ، وغباوة من الأُمم »[١].
« فبالغ صلىاللهعليهوآلهوسلم
في النّصيحة ، ومضى على الطريقة ، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة »[٢].
« مستقرّه خير مستقرّ ، ومنبتُهُ أشرف
منبت في معادن الكرامة ومماهد السلامة ، قد صُرفتْ نحوه أفئدة الأبرار ، وثنيتْ
إليه أزمة الأبصار ، دفن به الضّغائن وأطفأ به الثّوائر ، ألّفَ به إخواناً ،
وفرّق به أقراناً ، أعزّ به الذلّة ، وأذلّ به العزّة ، كلامهُ بيانُ ، وصمته لسان
»[٣].
« أرسله بحجّة كافية ، وموعظة شافية ،
ودعوى متلافية ، أظهر به الشرائع المجهولة ، وقمع به البدع المدخولة ، وبيّن به
الأحكام المفصولة »[٤].
« أرسله بالضياء ، وقدّمه في الاصطفاء ،
فرتق به المفاتقَ ، وساور به المُغَالبَ ، وذَلَّلَ به الصّعوبةَ ، وسهّل به
الحُزُونةَ ، حتى سرّح الضّلال عن يمين وشمال »[٥].