الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من حيث
يشعرون أو لا يشعرون ، وكما قدّمت في البحث بأنّ هذه الرّوايات موضوعة للنيل من
شخصيّة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فإليك الرواية الثالثة وهي شبيهة بهذه.
٣ ـ أخرج مسلم في صحيحه في باب فضائل
عثمان بن عفّان ، عن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وعثمان حدّثا : أنّ أبا بكر استأذن على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو مضطجع على فراشِهِ لابسٌ مِرَط عائشة ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى إليه
حاجته ثمّ انصرف ، ثمّ استأذن عمر فأذنَ له وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته
ثمّ انصرف.
قال عثمان : ثمّ استأذنت عليه فجلس وقال
لعائشة : « أجمعي عليك ثيابك » ، فقضيتُ إليه حاجتي ثمّ انصرفتُ ، فقالت عائشة :
يا رسول الله مالي لم أرك فزعْتَ لأبي بكر وعُمر رضي الله عنهما كما فزعتَ
لعثمان؟! قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « إنّ عثمان رجلٌ حَيىٌّ ، وإنّي خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلُغ
إلىّ في حاجته »!
وهذه الرواية أيضاً هي الأُخرى شبيهة
بما أخرجه البخاري ومسلم في فضل عثمان بن عفّان ، ومفادها بأنّ رسول الله كان
كاشفاً عن فخذيه ، فاستأذن أبو بكر فلم يغطّي رسول الله فخذيه ، وكذلك فعل مع عمر
، فلمّا استأذن عثمان غطّى رسول الله فخذيه وسوّى ثيابه ، ولمّا سألته عائشة عن
ذلك قال لها : « ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة »[١]!
قاتل الله بني أُميّة الذين ينتقصون
رسول الله لرفع مكانة سيّدهم.
[١] صحيح مسلم ٤ :
١٤٨٦ ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عثمان.