و الأشخاص، كما هو الحال في المناسبات العادية،- إذا عرفنا ذلك، و سواه- فإنه يصبح واضحا: أنه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قد أراد أن يضع الأمة أمام مسؤولياتها، ليفهمها: أن تنفيذ هذا الأمر يقع على عاتقها جميعا؛ فليس للأفراد أن يعتذروا بأن هذا أمر لا يعنيهم، و لا يقع في دائرة واجباتهم، كما أنهم لا يمكنهم دعوى الجهل بأبعاده و ملابساته، بل الجميع مطالبون بهذا الواجب، و مسؤولون عنه، و ليس خاصا بفئة من الناس، لا يتعداها إلى غيرها، و بذلك تكون الحجة قد قامت على الجميع، و لم يبق عذر لمعتذر، و لا حيلة لمتطلب حيلة.
6- احتكار القرار
و هذه الطريقة في العمل قد أخرجت القضية عن احتكار جماعة بعينها، قد يروق لها أن تدعي: أنها وحدها صاحبة الحل و العقد في هذه المسألة- أخرجها عن ذلك لتصبح قضية الأمة بأسرها، و من مسؤولياتها التي لا بد و أن تطالب، و تطالب بها، فليس لقريش بعد هذا، و لا لغيرها: أن تحتكر القرار في أمر الإمامة و الخلافة، كما قد حصل ذلك بالفعل.
و لنا أن نعتبر هذا من أهم إنجازات هذا الموقف، و هو ضربة موفقة في مجال التخطيط لمستقبل الرسالة، و تركيز الفهم الصحيح لمفهوم الإمامة لدى جميع الأجيال، و على مر العصور.
و قد كان لا بد لهذه القضية من أن تخرج من يد أناس يريدون