و هكذا يتضح: أن الأخيار الواعين من الصحابة، مهما كثر عددهم فإن الآخرين هم الذين كانوا يقودون التيار، بما تهيأ لهم من عوامل و ظروف فكان أن تمكنوا- في المدينة التي لم يكن فيها سوى بضعة الوف من الناس، قد عرفنا بعض حالاتهم- من صرف الأمر- أمر الخلافة بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)- عن أصحابه الشرعيين، إلى غيرهم حسبما هو مذكور و مسطور في كتب الحديث و التاريخ ..
خلاصة و بيان
و بعد ما تقدم، فإنه يصبح واضحا أن الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كان يواجه عاصفة من التحدي، و الإصرار على إفشال الخطط الإلهية، بأي ثمن كان، و بأي وسيلة كانت!
و أن التدخل الإلهي و التهديد القرآني هو للعناصر التي أثارت تلك العاصفة، و إفهامهم: أن إصرارهم على التحدي، يوازي في خطورته و في زيف نتائجه، و قوفهم في وجه الدعوة الإلهية من الأساس- نعم إن هذا التدخل- هو الذي حسم الموقف، و لجم التيار، لا سيما بعد أن صرح القرآن بكفر من يتصدى، و يتحدى، و تعهد بالحماية و العصمة له (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فقال: