عدم إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس، يساوي عدم إبلاغ الرسالة نفسها من الأساس، و ذلك يعني: أنّه لا يمكن التسامح فيها و لا المحاباة، و لا مجال لإبعادها و تعطيلها لأنّ ذلك يعني إبعاد الدين و تعطيله، و منعه من أن يكون هو سيّد الموقف، و صاحب القرار في حياة الإنسان، و في مجمل مواقفه.
فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ!:
و بعد أن عرفنا: أنّ القضية ليست قضية شخص، و إنّما هي قضية الرسالة، أن تكون، أو لا تكون؛ حتى لقد قال تعالى، مخاطبا نبيه (صلّى اللّه عليه و آله)، في مجال الحثّ على حسم أمر الإمامة وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ بعد أن عرفنا ذلك .. فإنّ المنع من إبلاغ الرسالة و الإمامة معناه حرمان الإنسان من الهداية الإلهية، و الرعاية الربّانية، و ليس هناك جريمة أعظم و لا أخطر من ذلك.
و هنا لا بد من القاء نظرة على ما كانت عليه الحال في زمن الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فيما يرتبط بهذه النقطة بالذات، لنتعرف على أولئك الناس الذين حاولوا منع الرسول الأكرم (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس و ذلك في الفصل التالي.