فلم يعد الوقوف عندها و الإهتمام بها مجديا، و لا مفيدا، إن لم نقل: إنّ فيه ما يوجب الفرقة، و يرسخّ التباعد، بما يثيره من كوامن، و ضغائن.
لا .. ليس ثمة مجال لهذا القول؛ فإنّ قضية الغدير، لا تزال و لسوف تبقى هي القضية الأساسية و الرئيسة بالنسبة للمسلمين جميعا، بل و حتى بالنسبة لغيرهم أيضا.
و هي المفتاح للباب الذي لا بد من الدخول منه لحلّ المشاكل المستعصية الكبرى، و بعث و بناء الإسلام و قوته و حيويته.
و بدون ذلك؛ فإنّ على الجميع أن يستعدّوا للمزيد من المصائب، و أنّ يقبلوا- شاؤا أم أبوا- باستمرار حالة الضعف و التقهقر، بل و انهيار بناء الإسلام الشامخ.
خلافة أم امامة!
و ذلك لأنّ القضية لا تقتصر على أن تكون مجرّد قضية خلافة و حكم، أي قضيّة: أن يحكم هذا، أو يحكم ذاك، لسنوات معدودة، و ينتهي الأمر- و ربّما يقال إنّ الّذين تصدّوا للحكم، و استأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك، و لكنّنا نجد شواهد كثيرة قد لا تساعد على هذا الفهم الساذج للأمور.