و إنّما هدفنا هو الإلماح إلى حدث سبقه بفترة و جيزة، و هو ما حصل- تحديدا- في نفس حجة الوداع، التي نصب فيها النبي (صلّى اللّه عليه و آله) عليا إماما للأمة، و هو في طريق عودته منها إلى المدينة.
و ذلك لأن التعرّف على هذا الحدث الذي سبق قضيّة الغدير لسوف يمكّننا من أن نستوضح جانبا من المغزى العميق الذي يكمن في قوله تعالى:
و لكننا قبل ذلك، لا بد لنا من إثارة بعض النقاط المفيدة في هذا المجال فنقول:
الحدث الخالد
إن من طبيعة الزمن في حركته نحو المستقبل، و ابتعاده عن قضايا الماضي، هو أن يؤثر في التقليل من أهميّة الأحداث الكبيرة، التي يمرّ بها، و تمرّ به، و يساهم في افولها شيئا فشيئا، حتى تصبح على حدّ الشبح البعيد البعيد، ثم قد ينتهي بها الأمر
[1] راجع: كتاب الغدير للعلامة الأميني، و كتاب دلائل الصدق، و المراجعات، و غير ذلك.