responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 6

العلاقة مع الآخر... والحوار:

بات الحوار مع الآخر من أوليات المصاديق الخارجية للعلاقة مع الآخر، لأنه الأداة الوحيدة التي تقرب وجهات النظر بين المختلفين وتعرف بعضهم على بعض وتدفع الكثير من الابهامات.

إن العلاقة مع الآخر لم تكن صراعاً دائماً، كما أنها لم تسكن دائماً في بيت الحوار، وهذا هو الذي يعكس طبيعة العلاقة التاريخية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، كل على صعيد، دون أن نفلت جانباً منها على الآخر، ودون أن نذهب إلى تشاؤم مطلق يكدس الصراع، أو تفاؤل شامل يعزز الحوار.

ومع التأكيد على الخصوصيات والهويات الثقافية في القرن الحادي والعشرين في مواجهة هجمات العولمة والنمذجة، أو صيحات التفوق الحضاري، فإن الحاجة إلى الانفتاح دون الاستلاب، والتواصل دون الانبهار، تظل قائمة بيننا وبين الآخر.

ونحن كمسلمين لا نبدأ العلاقة مع الآخر بالغائة، بل على العكس تماماً الإسلام يطلب منّا أن نتعرف على الآخر ونتواصل معه، وأن نقدّم له أفكارنا ونناقشه بها، ويتمثل ذلك جلياً بالرجوع إلى القرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام).

الاسلام لم يطلب من أهل الكتاب إلاّ أن يعبدوا اللّه، وذلك حين قال تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ اللّه)[1]، يعني الالتزام بالمتفق عليه بين الأديان السماوية، وهو عبادة اللّه، ثم يبدأ الحوار معهم في الأمور التفصيلية الأخرى، فهي دعوة إلى الاقتراب والحوار.

الإسلام نادى بالمحبة حين دعى الآخر فيما قال: (تعالوا إلى)، وذلك لأن الإسلام منطلق علاقته بالآخر تقوم على محبة هذا الآخر وجلب الخير له، وليس على كرهه أو تمنّي الشر له.


[1] سورة آل عمران: 64.

نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست