responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 30

العلاقة مع الآخر... والسلطة:

لا يمكن أن نخرج السلطة عن مسألة العلاقة مع الآخر، حتى أن البعض يرى عدم إمكان نجاح العلاقة مع الآخر واستمرارها من دون أن يكون للسلطة دور كبير في تنظيم هذه العلاقة مع الآخر وترسيخ جذورها وتطبيق ما رسمه العلماء من أسس وضوابط لها وتجعله قابلا للتنفيذ وتمهد له الطريق ليأخذ مسيره إلى العمل.

إن دور السلطة في مسألة العلاقة مع الآخر يمكن تصوره ضمن مراحل:

1 ـ علاقة الحاكم الذي بيده زمام الأُمور مع سائر الحكام في العالم، وهذه العلاقة لها الأثر البالغ على الشعوب في علاقتهم مع الآخر.

2 ـ علاقة الحاكم مع أفراد حكومته، وهي بضرورة الحال تنعكس سلباً أو إيجاباً على علاقة الرعية فيما بينها.

3 ـ علاقة الحاكم وأفراد حكومته مع الرعية.

كل هذه العلاقات لها أسسها وضوابطها، وأفضل من ذكر أسس وضوابط العلاقة مع الآخر للحاكم والسلطة هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وذلك في عهد له(عليه السلام) كتبه لمالك الأشتر النخعي رضوان اللّه عليه لمّا ولاّه على مصر، نورده في هذا الفصل بأكمله، وهو أطول عهد كتبه عليه السلام وأجمعه للمحاسن:

"هذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللهِ عَلِيٌ أَميِرُ الْمُؤْمِنِينَ، مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الاَْشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ، حِينَ وَلاَّهُ مِصْرَ: جِبْوةَ خَرَاجِهَا، وَجِهَادَ عَدُوِّهَا، وَاسْتِصْلاَحَ أَهْلِهَا، وَعِمَارَةَ بِلاَدِهَا.

أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللهِ، وَإِيثَارِ طَاعَتِهِ، وَاتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ: مِنْ فَرَائِضِهِ وَسُنَنِهِ، الَّتِي لاَ يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلاَّ بِاتِّبَاعِهَا، وَلاَ يَشْقَى إِلاَّ مَعَ جُحُودِهَا وَإِضَاعَتِهَا، وَأَنْ يَنْصُرَ اللهَ سُبْحَانَهُ بَيَدِهِ وَقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ، فَإِنَّهُ، جَلَّ اسْمُهُ، قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ، وَإِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ.

وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ عِنْدَ الشَّهَوَاتِ، وَيَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ، فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ، إِلاَّ مَا رَحِمَ اللهُ.

نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست