responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 23

العلاقة مع الآخر... والسلفية:

هناك مفصل هام في هيكلية الذهنية السلفية، وهو:

1ـ انشداده إلى الماضي.

2ـ كرهه للحاضر.

3ـ خوفه من المستقبل.

فالزمن في الذهنية السلفية عبارة عن منحنى يبدأ من عهد النبوة، ثم ينحدر مع الأيام، ليصبح الأمس هو الأفضل على الاطلاق، والغد هو الأسوأ مقارنة بالماضي، واليوم هو مرحلة زمنية هي أسوأ من الماضي وأفضل من المستقبل.

ودليلهم على ذلك بعض الروايات التي لا تخلو من مناقشة في السند والدلالة، نطوي عنها صفحاً، لخروجها عن موضوع بحثنا هذا.

وهذه الهيكلية، بالأخص (كرههم للحاضر) جعلت منهم أناساً منغلقين على أنفسهم، لا يتعاملون مع الواقع العملي بمرونة، وجعلت علاقتهم مع الآخر من أسوأ العلاقات من بين فرق المسلمين.

فلا نشاهد في معاملتهم مع الآخر المسلم ممن يخالفهم الرأي، إلاّ الشدّة والعنف الذي يصل في كثير من الأحيان إلى التكفير والاخراج من الشريعة، وبالأخص في الأماكن التي لهم فيها وجود وقدرة وقوة، تجد الآخر ممن خالفهم الرأي يواجه أنواع العنف والارهاب الفكري، يظلم كل يوم، مما يجعل الكثيرين منهم يكتمون معتقدهم ويعملون بالتقية.

وتجد غضب السلفيين أشدّ ما انصبّ على الشيعة، الذين سمّوهم بالرافضة ومجوس هذه الأمة، ويرى فريق من السلفيين أن الشيعة أكفر من اليهود والنصارى، وهناك فتاوى تكفيرية واضحة.

وكذلك اشتد غضبهم على سائر الفرق الإسلامية التي لها مشتركات مع الشيعة، وكلما كانت مشتركات الفرق الاسلامية مع الشيعة أكثر كلما كان غضب السلفيين عليهم أشد،

نام کتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام نویسنده : الحسّون، فارس    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست