والان نعود الى بحثنا عن عصمة الائمة من أهل البيت سلام الله عليهم، وقد رأينا أن جميع ما يدل على عصمة رسول الله يدل على عصمة الائمة الاطهار، وكلّ دليل يدل على وجوب الانقياد والطاعة له يدل على وجوب الاطاعة للائمة، وأمثال هذه الادلة تدل على عصمة أئمتنا حتى من السهو والنسيان والخطأ والغلط، كما بينّا: إن كل الادلة الدالة على إمامة أئمتنا، وأنهم القائمون مقام نبيّنا، وأنهم الذين يملؤون الفراغ الحاصل من رحيله عن هذه الدنيا، كل تلك الادلة تدل على أنهم معصومون حتى من الخطأ والنسيان.
وأما الاحاديث الواردة في هذا الباب فكثيرة، ألا ترون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «من أطاعني فقد أطاع الله ومَن عصاني فقد عصى الله، ومَن أطاع عليّاً فقد أطاعني ومن عصى عليّاً فقد عصاني»، هذا الحديث أورده الحاكم في المستدرك وصحّحه