لتلد له هذا الفارس المغوار والبطل المجرّب، فما أخطأت إرادته الغرض، ولا عدى سهمه المرمى.
فكان أبو الفضل رمز البطولة، ومثال الصولات، يلوح البأس على أسارير جبهته، فإذا يمّم كمياً قصده الموت معه، أو التقى بمقبل ولاّه دبره، ولم يبرح هكذا تشكوه الحرب والضرب، وتشكوه الهامات، والأعناق ما خاض ملحمة إلاّ وكان ليلها المعتكر، ولم يلف في معركة إلاّ وقابل ببشره وجهها المكفهر.
يمثّل الكرار في كراته
بل في المعاني الغرّ من صفاته
ليس يد اللّه سوى أبيه
وقدرة اللّه تجلّت فيه
فهو يد اللّه وهذا ساعده
تغنيك عن إثباته مشاهده
صولته عند النزال صولته
لولا الغلوّ قلت: جلّت قدرته
وهل في وسع الشاعر أن ينضد خياله، أو يتسنّى للكاتب أن يسترسل في وصف تلك البسالة الحيدرية، وجوهر الحقيقة؟ قائم بنفسه، ماثل أمام الباحث، بأجلى من كُلّ هاتيك المعرفات في مشهد يوم الطفّ.