responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 167
هازل برير بن خضير عبد الرحمن الأنصاري، فقال له عبد الرحمن: " ما هذه ساعة باطل! فقال برير: واللّه لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً، ولكنّي لمستبشر بما نحن لاقون، واللّه ما بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم، ولوددت أنّهم مالوا علينا الساعة "[1].

وخرج حبيب بن مظاهر يضحك، فقال له يزيد بن الحصين: " ما هذه ساعة ضحك! قال حبيب: وأيّ موضع أحقّ بالسرور من هذا؟! ما هو إلاّ أن يميل علينا هؤلاء الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور "[2].

وناهيك بعباس بن أبي شبيب الشاكري حينما برز إلى الحرب، وقد أحجم القوم عنه ; لأنّهم عرفوه بالإقدام والبسالة، فلمّا رأى أنّه لم يبارزه أحد ألقى ما عليه من درع ولامة، فاغتنمها القوم فرصة، ومع ذلك لم يبرز إليه أحد، يكنّهم رموه بالسهام والحجارة، وأنّه ليطرد أكثر من مائتين، فرحاً مبتهجاً بما يلاقيه من حبور ونعيم.

وإنّي لأعجب من الرواة حملة التاريخ إذا توسّعوا في النقل وقذفوا أُولئك الأُباة الصفوة، والغلب المصاليت، بما تندى منه وجه الإنسانية، ويأباه الوجدان الصادق، فقيل: " كان القوم بحالة ترتعد فرائصهم، وتتغيّر ألوانهم، كُلِّما اشتدّ الحال، وضاق المجال، إلاّ الحسين فإنّ أسرّة وجهه تشرق كالبدر المنير "[3].


[1]تاريخ الطبري 4: 321، الكامل في التاريخ 4: 60، مثير الأحزان لابن نما: 39.

[2]رجال الكشّي 1: 293، تفسير جوامع الجامع 1: 130.

[3]تاريخ الطبري 4: 310.

نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست