ممّا لا شكّ فيه أنّ لنفسيات الآباء ونزعاتهم وكمياتهم من العلم والخطر أو الانحطاط والضعة دخلاً تاماً في نشأة الأولاد وتربيتهم، إنّ لم نقل إنّ مقتضاهما هو العامل الوحيد في تكيّف نفسيات الناشئة، بكيفيات فاضلة أو رذيلة، فلا يكاد يرتأي صاحب أي خطة إلاّ أن يكون خلفه على خطته، ولا أن الخلف يتحرّى غير ما وجد عليه سلفه، ولذلك تجد في الغالب مشاكلة بين الجيل الأول والثاني في العادات والأهواء والمعارف والعلوم، اللهمّ إلاّ أن يوسد هناك تطوّر يكبح ذلك الاقتضاء.
وعلى هذا الناموس يسعنا أن نعرف مقدار ما عليه أبو الفضل (عليه السلام) من العلم والمعرفة وحسن التربية بنشوئه في البيت العلوي، منبثق أنوار العلم، ومحط أسرار اللاهوت، ومختبأ نواميس الغيب، فهو بيّت العلم والعمل، بيت الجهاد والورع، بيت المعرفة والإيمان: