ولم يحضر مع الحسين في الطفّ، ولا مع مصعب بن الزبير، وقد وهم من ذكره في المستشهدين يوم الطفّ، كما أخطأ الدينوري في الأخبار الطوال ص297 في عدّه من جملة من قُتل مع مصعب في الحرب القائمة بينه وبين المختار.
وأغرب منه عدّ اليافعي له في مرآة الجنان ج1 ص143 في جملة المقتولين مع المختار ; لأنّ المشهور بين المؤرّخين بقاؤه إلى بعد الحسين حتّى نازع السجّاد في الصدّقات إلى عبد الملك، فلم ينجح، كما نازع الحسن المثنى فيها عند الحجاج فطرده عبد الملك عنها[1].
ويروي السيّد ابن طاووس أنّه أشار على الحسين بالبيعة ليزيد، فقال له: إنّ أبي حدّثني عن رسول اللّه بقتله وقتلي، وإنّ تربتي إلى جنب تربته، أتظنّ أنك تعلم ما لم أعلمه، فواللّه لا أعطي الدنيّة من نفسي[2].
ولا أعلم السبب في تأخّره عن الطفّ، والظنّ لا يغني عن الحقّ شيئاً، وليس لنا إلاّ التسليم ما لم يقم دليل قطعي على المعاندة والمخالفة، خصوصاً بعد ما جاء الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وفيه: " لا يخرج أحدنا من الدنيا حتّى يقرّ لكُلّ ذي فضل فضله ولو بفواق ناقة "[3].
فإنّه صريح في توبة من كان ظاهره الخلاف لأهل البيت (عليهم السلام)عند الممات، ولا إشكال في أنّ التوبة مكفّرة لما صدر من العصيان