responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 85

عثمان وأبو ذر الغفاري

إنّ من الاُمور التي أصبحت معروفة أن نجد بعض كبار المؤرخين والباحثين قديماً وحديثاً يتناولون الصحابي أبا ذر الغفاري بشكل يدعو الى النفور منه، وإظهاره كشخصية غريبة الأطوار لا يستطيع صاحبها أن ينصهر في بوتقة المجتمع الجديد كما يفعل كل إنسان سوي، بل يصورونه كشخص شاذ غريب عن عرف الناس والمجتمع، فهو شخصية منغلقة متطرفة لا تفهم شيئاً من متغيرات الحياة ولا تستطيع هذه الشخصية الانعزالية التعايش السلمي مع المجتمع، وهي تريد من الناس - كل الناس- أن يتخلوا عن جميع ثرواتهم وممتلكاتهم، وأن يعيشوا مثله حياة ملؤها الزهد والتقشف، حتى لقد حاول بعض الباحثين المعاصرين الادعاء بأنه الاشتراكي أو الشيوعي الأول في الإسلام وقد ظن بعض المؤلفين أن الصورة التي يقدمونها لأبي ذر تحفظ له بعض ماء وجهه لصحبته وسابقته في الاسلام، ومن هؤلاء القاضي ابن العربي الذي ذكر قصة أبا ذر قائلا: وأما نفيه (عثمان) أبا ذر الى الربذة، فلم يفعل.

كان أبو ذر زاهداً، وكان يقرّع عمال عثمان، ويتلو عليهم (وَالذينَ يَكنزونَ الذَّهبَ والفضةَ ولا يُنفقونَها في سَبيلِ اللهِ فبشّرهم بِعذاب أليم)[1].

ويراهم يتّسعون في المراكب والملابس حيث وجدوا، فينكر ذلك عليهم، ويريد تفريق ذلك من بين أيديهم، وهو غير لازم. قال ابن عمر وغيره من الصحابة -وهو الحق-: إن ما أدّيت زكاته فليس بكنز.

فوقع بين أبي ذر ومعاوية كلام بالشام، فخرج الى المدينة، فاجتمع إليه


[1] سورة التوبة: 34.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست