responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 599

مناقب عمر

إن الذي يراجع ما قيل في فضائل عمر، لابد أن يأخذه العجب حين يرى أن عمر بن الخطاب يتفوق في فضائله على أبي بكر الذي أجمع الجمهور على أفضليته على عمر، وسبب ذلك أن الوضّاعين الذين حثهم معاوية على اختلاق تلك الفضائل لم تكن تجمعهم لجنة تقوم بتنسيق أعمالهم، فكان همُّ الواحد منهم أن يختلق ما تجود به قريحته دون الإلتفات الى الآخرين، بل إنهم كانوا يتسابقون فيها، ولعل أعظم منقبة مفتعلة لعمر، مما أخرجه المحدثون عن أبي هريرة، قال:

قال النبي (صلى الله عليه وآله): "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يُكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من اُمتي منهم أحد فعمر"![1].

وهذه المنقبة لو صحّت، فإنها خليقة بأن تزري بجميع مناقب أبي بكر! إن أفضل ما يثبت افتعال المناقب لعمر بن الخطاب، هو ما أخرجه البخاري أيضاً عن الزهري، قال: أخبرني حمزة عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر الى الري يجري في ظفري، أو في أظفاري، ثم ناولت عمر"، فقالوا: فما أوّلته؟ قال: "العلم"[2].

على أننا حينما نستعرض سيرة عمر بن الخطاب ومدى علمه يتكشف لنا أن عمر بن الخطاب لم يكن أعلم الصحابة كما يفترضه الحديث المزعوم، ولقد اعترف هو نفسه بذلك في أكثر من مناسبة، فعن معدان بن أبي طلحة، أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة، فذكر نبي الله (صلى الله عليه وآله)، وذكر أبا بكر، ثم قال:


[1] صحيح البخاري 5: 15 باب مناقب عمر.

[2] المصدر السابق: ص 13.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست