responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 319
منازلكم سراً، وأما علانية في المسجد، فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا...[1]

وهكذا استمرت السياسة على هذا المنوال طيلة عهد بني اُمية، بعد أن وضع معاوية لِبنتها الاُولى، فمرّت السنوات الطوال، وفتحت الأجيال الجديدة أعينها على واقع جديد، فالاعلام الرسمي المعلن الذي تتبناه الدولة، تظهر عثمان بن عفان وشيعته من بني اُمية وغيرهم، هم أصحاب الفضائل والمحاسن العظيمة، بينما تختفي الحقائق عن فضل علي بن أبي طالب وشيعته وأهل بيته من على ساحة الاعلام الرسمي، ليتناقلها العارفون بها سراً، فيسير هذان الخطان جنباً لجنب، ويبدأ عصر التدوين، فتأتي الأخبار من مصادرها على نوعين، نوع تتبناه الدولة رسمياً، يحمل في جوفه كل الأخبار الزائفة، ونوع يتبناه طلاب الحقيقة، ممن لا يخالطون السلطان ولا يقتاتون على موائده، وتأتي الشواهد لتثبت ذلك كله.

الزهري والسيرة النبوية

بدأت حركة التدوين في العصر الاُموي بشكل نشط، وعلى الرغم من أن البعض يؤرخون لبدء التدوين للحديث النبوي والسيرة، ببداية عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز المتوفى سنة (101 هـ)، إلاّ أن ذلك لا يمنع أن كثيراً من التابعين كانوا يدوّنون ما يسمعونه من الصحابة، بل كان بعض الصحابة يدونون ما يسمعونه من النبي (صلى الله عليه وآله)، كعبد الله بن عمرو بن العاص وصحيفته التي سميت (الصادقة). وكان ابن شهاب الزهري، محمد بن مسلم من أوائل المصنفين في الحديث والسيرة، فقد روى عبدالرحمان بن أبي الزناد عن أبيه قال:


[1] الطبري 5: 189، الكامل لابن الأثير 3: 430.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست