responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 15

مع المذاهب

كانت أشهر الصيف بالنسبة لي فترة خصبة، كنت اتفرغ فيها للمطالعة، وها هي العطلة الصيفية توشك على البدء، فلأستغلها في البحث، وهذه المرة ليست كتب الأدب والروايات - التاريخية منها خاصة - بل كتب الفقه، وتذكرت أن صاحب كتاب "الميزان" - الذي بهامشه كتاب رحمة الاُمة - قد ذكر أنه قد قرأ كثيراً من الكتب، وأورد قائمة طويلة بأسمائها قبل تصنيفه لكتابه هذا، فحاولت أن أتتبع بعض ما قرأ منها، ولكنني بقيت شهوراً أدور في حلقة مفرغة دون أن أصل الى شيء حاسم، لكن كتب الطبقات التي وقعت في يدي أفادتني بعض الشيء في توضيح بعض الاُمور التي كنت غافلا عنها، فقد كانت هذه الكتب ترفع من شأن أئمة المذاهب -كل يطري إمام مذهبه ويحيطه بهالة من القدسية- مما ذكّرني بما كان يحدثنا به إمام مسجدنا من مناقب اولئك الأئمة، والتي تبيّن لي أنها كلها كانت مفتعلة، وضعها المتعصبون لمذاهبهم، وظهرت لي الخلافات التي كانت بين أرباب المذاهب وتخطئة بعضهم البعض، بل وحتى تكفير بعضهم البعض أحياناً، ولاحت لي في سماء الفقه أسماء لم أكن قد سمعت بها من قبل، وتساءلت متعجباً: أين كان هذا الحشد من الفقهاء، ولماذا لم أسمع بهم؟! وقد أرشدني أمين المكتبة - وكان صديقاً لي- الى بعض الدراسات الحديثة في هذا الشأن، مما أتاح لي الفرصة للتعرف على الأدوار التي مرّت بها مسيرة الفقه الإسلامي وبداية نشأة المذاهب، ومن تلك الكتب: (تاريخ المذاهب الاسلامية) للشيخ محمد أبو زهرة، فتمكنت من متابعة مسيرة الفقه من بدايته وحتى العصر الحاضر،

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست