responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 110
كان هؤلاء الأقارب ممن يستحقون هذا التكريم لسابقتهم أو فضلهم وتقواهم، أو على الأقل لم يكن هناك مطعن عليهم. لكن من المؤسف أنّنا نجد أن معظم هؤلاء الولاة لم يكونوا يحملون شيئاً من هذه المؤهلات، مما أثار حفيظة معظم الصحابة.

ولقد اتبع عثمان سياسة مغايرة لسياسة سلفيه أبا بكر وعمر اللذان لم يكونا يولّيان من أقاربهما إلاّ عدداً ضئيلا جداً، أو لم يكونا يوليان أحداً منهم بتاتاً، وذلك بالقياس الى العدد الكبير الذي استعمله عثمان من أقاربه وعشيرته، "فمن بين إحدى عشرة ولاية، لم يكن لاُمية سوى ولاية واحدة، ولم يكن لقريش سوى ثلاث ولايات، ولم يكن لعدي - فرع عمر- ولاية واحدة من هذه الولايات"[1].

إلاّ أن ذلك كلّه تغيّر بعد استلام عثمان مهام الخلافة بفترة قصيرة، فبدأ يعزل ولاة عمر - من غير الاُمويين- وكان فيهم بعض الصحابة، كسعد بن أبي وقّاص الذي عزله عثمان عن ولاية الكوفة، وعمرو بن العاص الذي عزله عن ولاية مصر، فقد "كان هناك في عهد عثمان انعكاس تام للأوجه الأساسية في سياسة سلفه العظيم، ذلك انه لم يكتف بعزل الأكفاء الذين ولاّهم عمر على الولايات فحسب، بل إنّه عهد الى تعيينات جديدة إرضاء لمطالب أقاربه"[2].

لقد كان عثمان يحب أفراد عشيرته حقاً، ولكن الحب قد يتحول الى ضعف يؤدّي بدوره الى عواقب وخيمة، وهذا ما حدث فعلا. فقد استسلم عثمان لرغبات أقاربه الذين كانوا يلحّون عليه -فيما يبدو- لتسليطهم على الولايات والأمصار المهمة، مما يتيح لهم التحكم في البلاد واكتساب النفوذ


[1] الخلافة ونشأة الأحزاب السياسية، محمد عمارة: 96.

[2] مختصر تاريخ العرب: 66.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست