نام کتاب : الشواهد الشعرية في مؤلفات المحقق الكركي نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 3
(1)
تَوَدُّ عَدِوِّي ثُمَّ تَزْعُـمُ أنَّنِي
صَدِيقُكَ إنَّ الرَأيَ عَنْك لَعازِبُ
استشهد به المحقّق الكركي في رسالته نفحات اللاهوت، عند كلامه على وجوب موالاة أولياء الله تعالى ومودّتهم، ومعاداة أعدائه والبراءة منهم، وذكر عدّة آيات دالّة على ذلك، ثمّ قال: فهذه الآيات ناطقة بوجوب معاداة أعداء الله، بل دالّة على أنّ ذلك جزء من الإيمان، فإنّ مخالف ذلك لا يمكن أن يكون مؤمناً، وقاعدة لسان العرب تقتضي ذلك أيضاً، قال الشاعر:... ـ وذكر البيت ـ.
ثمّ قال: فمودّة العدوّ خروج عن ولاية الوليّ، فكما يحرم الخروج عن موالاة الله وأوليائه، كذلك يحرم الدخول في موالاة أعداء الله وأعداء أوليائه. وقد روي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: " اللّهمّ لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة، فإنّي وجدت في ما أوجبته: { لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ }[1].
وقائل هذين البيتين هو كلثوم بن عمرو بن أيوب بن عبيد، المعروف بالعتّابي، من شعراء الدولة العبّـاسـية، اتّصل بالبرامكة فترة من الزمن، فوصفوه للرشيد، ووصلوه به، فبلغ عنده كلّ مبلغ، وعظمت فوائده منه.
[1] سورة المجادلة 58: 22، الدرّ المنثور 8 / 87، تفسير القرآن العظيم ـ لابن كثير ـ 4 / 353، نفحات اللاهوت: 46.