responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 55
ذكر المؤرّخ ديورانت في قصّة الحضارة هذه الأحداث بالتفصيل.

التقيّة حالة فطرية وطبيعية:

وبغضّ النظر عن كون التقيّة مسألة تعبّدية، رخصة كانت أم عزيمة في بعض الحالات التي تجب فيها، فهي غريزة عقلية وفطرية لكلّ إنسان، موحّداً كان أم مشركاً، وحتّى الملحدين بدافع الطبيعة والجبلّة، وبما أنّ الدين الإسلامي لم يأتِ بما يصادم العقول ويخالف البديهيات والفطريات، فلذلك كانت التقيّة من إحدى ضرورياته.

بل لو تجاوزنا عالمنا الإنساني إلى عالم الحيوان نجده ليس بمجانب لها، فنجد كثيراً من الحيوانات المائية منها والبريّة وحتّى الحشرات نجدها تقي أنفسها عندما يداهمها الخطر من أعدائها بأساليب وأشكال متنوعة مظهرةً عجيب صنع الله تعالى، فمنها ما يظهر الخضوع والتذلّل للأقوى اعترافـاً منه بسطوته وبطشه ولا سيّما في الحيوانات المفترسـة، وبهذه الطريقة قد يسلم على نفسـه، ومنها مـا يتلوّن بلون الطبيعة كالأرض وحشائشها، والأشجار وأوراقهـا، كبعض أنواع العضايات والسحالي والجنادب واليعاسيب، بـل منهـا مـا يغيّر لونـه في لحظـات يسيرة إلى عـدّة ألوان وفقاً لِلَون المحيط أو الطبيعة التي يعيش فيها كبعض أنواع الحرباء والأُخطبوط.

فتبيّن أنّ جميع مخلوقات الله سبحانه وتعالى تعمل بالتقيّة، وتلجأ إليها عندما يداهمها الخطر توقّياً من الضرر، فَلِمَ خُصصنا بشناعة القول بها؟!

نعم، باء غيرنا مسموح لها أن تجرّ وترفع وتنصب، وباؤنا ممنوعة ولو من الجرّ فحسب.

نام کتاب : شبهات السلفية نویسنده : جواد حسين الدليمي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست