ومن أجلّ أفراد تلك الفئة الصالحة، عباد الله المخلصين، مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد عرفّه بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الراية الصحيح الثابت المتواتر المتّفق عليه بقوله: "لاعطينّ الراية غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله".[2]
وإذا تمّ التحابب وحصلت الصّلة من الطرفين يترتّب عندئذ على الحبّ كلّ فضيلة، ويستأهل العبد بذلك لكلّ عناية من الله تعالى وكرامة، ويحصل له القربى والزّلفى لديه حتّى يكون عنده مشرّفا بما جاء في صحيح البخاري[3] من الحديث القدسي: "ما يزال عبدي يتقرّب إلىّ بالنوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، وإن سألني لاعطينّه، ولئن استعاذ بي لاعيذنّه" الحديث.
حب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وهذا الوسيط في الحبّ الّذي هو رمز الصلة بين الله وبين من آمن به، ووسيلة العباد إليه، وباتّباعه تدرك سعادة الدارين، وبه يفوز المؤمنون في النشأتين، وتنـزل لهم البركات في العاجل والآجل، له الأولويّة والأوّليّة في الحبّ ثانياً وبالعرض وله السبق في ذلك إلى كافّة الموجودات، وإلى جميع ما صورّته يد