responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 39

ـ 3 ـ
مأتم رأس السنة


لعلّ تجديد الذكرى بالمواليد والوفيات، والجري علي مواسم النهضات الدينيّة أو الشعبية العامّة، والحوادث العالمية الاجتماعية، وما يقع من الطوارق المهمّة في الطوائف والأحياء، بعدّ سنيها، واتّخاذ رأس كلّ سنة بتلكم المناسبات أعياداً وأفراحاً أو مأتماً وأحزاناً، وإقامة الحفل السارّ، أو التأبين، من الشعائر المطّردة، والعادات الجارية منذ القدم، دعمتها الطبيعة البشرية، وأسّستها الفكرة الصالحة لدى الامم الغابرة عند كلّ ملّة ونحلة قبل الجاهلية وبعدها وهلمّ جرّاً حتّى اليوم.

هذه مواسم اليهود والنصارى والعرب في أمسها ويومها، وفي الاسلام وقبله، سجّلها التاريخ في صفحاته.

وكأنّ هذه السنّة نزعة انسانية تنبعث من عوامل الحبّ والعاطفة، وتسقى من منابع الحياة، وتتفرّع على أصول التبجيل والتجليل والتقدير والاعجاب لرجال الدين والدنيا، أفذاذ الملأ وعظماء الامّة، إحياءً لذكرهم وتخليداً لاسمهم، وفيها فوائد تاريخية اجتماعية، ودروس أخلاقية ضافية راقية لمستقبل الأجيال، وعظات وعبر، ودستور عملىّ ناجع للناشئة الجديدة وتجارب واختبارات تولد حنكة الشعب، ولا تخصّ بجيل دون جيل ولا بفئة دون أخرى.

وإنّما الأيام تقتبس نوراً وازدهاراً، وتتوسّم بالكرامة والعظمة، وتكتسب سعداً ونحساً، وتتّخذ صبغة ممّا وقع فيها من الحوادث الهامّة، وقوارع الدهر ونوازله ولا ينبئنا التاريخ قطّ يوماً أجلّ وأعظم وأدهى حادثة من يوم الحسين السبط المفدّى ويوم نهضته المباركة الّتي يعتزّ بها كلّ مسلم غيور أبىّ شريف، وفيها دروس عالية تعتبر صفّا نهائيّا من الحكمة العملية في مدرسة التوحيد والتعبّد، كما تعدّ أبهى صورة جلية ناصعة كاملة من ترسيم الإباء والشمم والتفاني دون الله، وعملاً مثبتاً

نام کتاب : سيرتنا وسنتنا نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست