responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 200
ممن عصاه - من لدن أن عصى تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة - المعصية وخلقهم لها، وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها. وكل يعمل لما خلق له، وصائر لما قضى عليه وعلم منه، لا يعدو واحد منهم قدر الله ومشيئته. والله الفاعل لما يريد، الفعال لما يشاء...

ومن زعم أن الزنى ليس بقدر، قيل له: أرأيت هذه المرأة، حملت من الزنى وجاءت بولد، هل شاء الله عز وجل أن يخلق هذا الولد ؟ وهل مضى في سابق علمه ؟ فإن قال: لا، فقد زعم أن مع الله خالقا وهذا هو الشرك صراحا.

ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام، ليس بقضاء وقدر، فقد زعم أن هذا الإنسان قادر أن يأكل رزق غيره، وهذا صراح قول المجوسية.

بل أكل رزقه وقضى الله أن يأكله من الوجه الذي أكله.

ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله عز وجل، وأن ذلك (ليس) بمشيئته في خلقه، فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله. وأي كفر أوضح من هذا. بل ذلك بقضاء الله عز وجل وذلك بمشيئته في خلقه، وتدبيره فيهم وما جرى من سابق علمه فيهم. وهو العدل الحق الذي يفعل ما يريد، ومن أقر بالعم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والقماءة " [195].

مما لا شك فيه أن هذه العقائد لو تشبع بها العوام، واعتقدتها الجماهير، فإن مآل المجتمع ككل للانحلال والتفسخ والانحطاط الحضاري العام، لذلك نجد ابن تيمية الحراني الحنبلي يرد على مثل هكذا اعتقاد حين يقول: " ومنهم من يتكئ على القدر حتى يظن أن المعاصي والذنوب جارية عليه بمشيئة الله وقدره، فيسلم لها ظانا أن هذا هو حق المعرفة والرضا ! وهذا جهل كبير فلو كان هذا عذرا لأحد لكان عذرا لإبليس ولكل كافر " [196].

وإذا كانت مصادر الحشوية قد احتوت على زخم هائل من أحاديث الجبر


[195]طبقات الحنابلة، ج 1 ص 25 - 26، بتوسط بحوث في الملل والنحل، ج 1 ص 160.

[196]العبادة وحقيقة العبودية، عن ابن تيمية لصائب عبد الحميد، ص 154.

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست