responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سرّ الخليقة وفلسفة الحياة نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 10
النفّاثة إنّما تظهر جودته وكماله في هندسته، لو صنع لنا الطائرة، وفاق أقرانه في إيجادها وإتقانها وطيرانها. فلولا الصنع لما عرفنا كماله، ومن الوجدانيّات ـ والوجداني من البديهيّات ـ أنّ من يملك الصوت الجميل مثلا، فإنّه يحاول بين الأقران والأخلاّء أن يُغرّد ويظهر صوته، فيتغنّى ويترنّم، بل حتّى لو كان وحده فإنّه يصدح ويعلو صوته، وذلك من كمال الصوت الجميل، فمقتضى الكمال وطبيعته الذاتية أن يظهر نفسه، فهو الظاهر بنفسه والمظهر لغيره كالنور. ولمّـا كان الله سبحانه مطلق الكمال والكمال المطلق فمقتضى ذاته ـ ولا يعلمها إلاّ هو ـ أن يتجلّى في صفاته وجماله وجلاله، فيظهر علمه وقدرته وحياته وأسمائه الحسنى في مخلوقاته ومصنوعاته، الأقرب فالأقرب، والصادر الأوّل منه الذي يحمل أسماء الله وصفاته على وجه أتمّ، وهو الإنسان الجامع والذي يعبّر عنه بالحقيقة المحمّديّة....

ورد في الحديث القدسي عن الله سبحانه: (كنت كنزاً مخفيّاً فخلقت الخلق لكي اُعرف)، فخلق ليظهر قدرته كما ورد في الحديث الشريف ـ كما سنذكره ـ فالخلق مظهر لأسماء الله وصفاته. وإنّما يقف على كُنه هذه الحقيقة وسرّها الأنبياء والأوصياء والأولياء الأمثل فالأمثل، كما جاء في زيارة الجامعة في زيارة الأئمة المعصومين (عليهم السلام): (السلام على حَمَلَة سرّ الله)، فأهل البيت (عليهم السلام) هم حملة الأسرار وهم أدرى بما في البيت، فلا نطرق باب سرّ الخالق أكثر من أن نقول ـ إن صحّ التعبير والقول ـ: إنّ الله سبحانه هو الكمال المطلق، ومن كمال كماله أن يتجلّى ويظهر في كلّ شيء كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله قبله ومعه وبعده)، وقد ورد في دعاء سحر شهر رمضان: (اللهمّ إنّي أسألك من كمالك بأكمله وكلّ كمالك كامل، اللهمّ إنّي أسألك بكمالك كلّه)، وأنّ الله جميل ويحبّ الجمال، ومن جماله أن يظهر جماله (اللهمّ إنّي أسألك من جمالك بأجمله وكلّ جمالك جميل، اللهمّ إنّي أسألك بجمالك كلّه).

نام کتاب : سرّ الخليقة وفلسفة الحياة نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست