responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 429

إدراكها ما ينقسم وما لا ينقسم

3 - نجد أن مبدأ الادراك وفاعله يدرك ما يقبل الانقسام وما لا يقبله. وعليه فلا يكون المدرك فاعل الادراك جزءا من الجسد قابلا للانقسام ولا جواهر فردة متعددة لو أمكن وجود الجوهر الفرد. ولا هباءات وذرات من القوة المتحللة من المادة أو التي تتألف الأجسام من اجتماعها حسب الآراء الحديثة.

ولا جوهرا فردا واحدا من الجسد. ولا هباءة واحدة من قوته. فيتعين أن لا يكون المدرك جسمانيا ولا قوة يتألف منها الجسم أو ينحل إليه بل لا بد من أن يكون روحيا منزها عن هذه الجسمانية ولوازمها. أما أنه لا يعقل أن يكون المدرك عل الادراك جزءا من الجسد يقبل الانقسام فلانا نجد أن المدرك يدرك الحقائق البسيطة التي لا تقبل الانقسام كالواحدة وذات الادراك والمعقولات الوحدانية وفي مقدمتها العلة الأولى واجب الوجود بماله من الوحدة من كل جهة جل شأنه.

ويفترض في تصوره الجوهر الفرد وهباءة القوة والنقطة التي لا تنقسم. ومن البديهي أن ما لا ينقسم لا يمكن أن يرتبط بالارتسام ونحوه بمجموع ما ينقسم. فإن افتراض هذا الارتباط يستلزم أن ما لا ينقسم يكون منقسما على أجزاء ما ينقسم وهذا خلف بديهي البطلان. ولا يرتبط بكل واحد من الأجزاء التي لا تتجزأ من الجسد وذلك لما مر مبينا من أنه لا يمكن وجود الجزء الذي لا يتجزأ من الجسم وإنما هو افتراض موهوم. وزيادة على ذلك إن هذا الفرض يستلزم تعدد الادراكات بتعدد الأجزاء المفروضة وتعدد الارتباطات بها فيكون المعلوم الواحد معلومات متعددة وهو باطل بالبداهة والوجدان.

لا يمكن أن تدعي أن هذه الادراكات من الأجزاء تتوحد بمدرك واحد يجمعها ويوحدها وهو وراء الدماغ وخلاياه وتلافيفه كما يفعل ذلك مجمع العصب البصري: فإنا نقول لك إن هذا الموحد للإدراكات إن كان روحيا فقد ثبت مطلوبنا وإن كان جسمانيا سألناك أيضا هل يقبل القسمة أو لا يقبلها فإن قلت يقبل القسمة عاد كلامنا بأن ما لا ينقسم لا يمكن أن يرتبط بالارتسام ونحوه بمجموع ما ينقسم إلى آخر ما قلناه وتتبعك بذلك مهما كررت في كلامك وافتراضاتك.

نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست