responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 285
وها هي البواخر تحمل إلى بلادنا من مصر وبيروت في كل شهر ألوفا من الكتب التي وجهت نيرانها إلى الاسلام وكتابه ونبيه عداء. يكفيك منها كتاب هاشم العربي مع تذييلاته. وكتاب الهداية المطبوع بمعرفة المرسلين الأمريكان ولا حاجة لذكر الكتب الصغار ككتاب تعليم العلماء وكتاب حسن الايجاز وكتاب أبحاث المجتهدين وكتاب رحلة الغريب ابن العجيب وغيرها من الكتب ولا زال المبشرون اليسوعيون يلقون علينا الشبهات بحرية تامة ونشاط. وهذا يهون بالنسبة إلى انتشار كتاب شبلي شميل في تأييد المذهب المادي والتنديد بالإلهيين ويعضده دخائل المقتطف ويؤيده غمزات بعض العصريين بتحسين مضامينه والرومانات بتلويحها وهناك أوبئة أخرى (قد تمشت في مفاصلها كتمشي النار في الفحم) يا شيخ إن أولادنا وشباننا كادت الشبهات أن تخرجهم من أيدينا فتراهم كالرمل السيال يثورون مع كل زوبعة.

هب إنا نعلم أن هذه الشبهات مغالطات لا مساس لها بالحقيقة لكن ماذا نصنع فيما لا نهتدي السبيل إلى دفعه وماذا نصنع بما يعلق بأذهان البسطاء والأغرار وماذا نصنع مع أولادنا وشباننا المغرورين فهل من الهين أن يقع هذا كله وأنتم ساكتون. أم تقولون لا ندري بذلك. لماذا لا تدرون؟ هل يرجى جلاء هذا الغبار وتمحيص هذه التمويه وشفاء هذا الداء ودفاع هذا التهاجم إلا ببركة علمكم. ولنا الثقة التامة بأن فيكم من يداوي هذا الداء في أسرع وقت بأوضح بيان يبتهج به الشعور ويثبت به اليقين بدلالة الحقيقة والعلم الراسخ فماذا يمنعكم والحرية مطلقة والارشاد واجب فإن مكالمتك ومكالمات عمانوئيل قد جلت عنا ظلمات كانت متراكمة علينا وأشعت في أفكارنا أنوارا تجلو لنا الحقائق رأي العين وتلاشى الشك باليقين. فهل من الجائز أن تحجبوا عنا هذه الإفادات وتتركونا نخبط في ليل الشكوك والشبهات فتذهب مساعي الرسول الكريم وأئمة المسلمين في الهدى ضياعا. الشيخ: يا إخواننا أما أولادكم وشبابكم فإنا تتبعنا أحوالهم فلم نجد عندهم صورة شبهة تزلزلوا من أجلها ولا مغالطة علمية تليق أن تشوش أذهانهم ولم نجد عندهم إلا الانهماك بالأفكار الغربية الجديدة من دون شعور علمي ولا حذق صناعي وغاية ما عند أحدهم أن يسمي نفسه متنورا وغاية بضاعته في ذلك أنه يطالع بعض الجرائد والمجلات فيتلقى منها الفتاوى بالتسليم سطحيا وليس له من علمياتها وصناعياتها إلا قراءة الألفاظ.

ومهما تكلمه لا يكون جوابه في الاحتجاج لخيالاته إلا الاطراء برقي الغرب والتوبيخ لانحطاط الشرق من دون أن يكون له من رقي الغرب. نصيب. يسمي طفراته في اتباع الأهواء شجاعة أدبية. وتقحماته في الشهوانية وخلع القيود تنورا. وإنا نحييه بكل ترحيب إذا طلب حل مشكلاته بالبيان العلمي والحجة الأدبية. وله ما يشاء من الملاينة. يا إخواننا وأما عتابكم لنا على السكوت فنقول لكم قد كتب الشيخ رحمة الله الهندي سابقا كتاب (إظهار الحق) وأجاد فيه وأفاد وكتب في هذا العصر (كتاب الهدى. ورسالة التوحيد والتثليث. وكتاب نصائح الهدى. وكتاب أنوار الهدى) وها هي مطبوعة فهل تدرون بها. وهل رأيتموها. وهل يوجد عندكم منها عشر معشار ما عندكم من الكتب الأجنبية العصرية في الروايات الرومانية. وهناك كتاب آخر هو أعم نفعا وأقرب لفهم العموم قد جاراهم في محاوراتهم المألوفة لهم. وقد تعرض للأديان وكتبها. ونظريات الماديين وكلماتهم وذكر معارف القرآن الكريم، وحججه، وأخلاقه، وآدابه، وصلاح شرايعه، ومدنيته، وإصلاحه، ووجوه إعجازه،. بطرز يؤنس المطالع وترتاح إليه النفس. ولكن مضت مدة وكاتبه وأصحابه يطلبون من يطبعه لنفسه طبعا تجاريا ولو باشتراك جماعة ولو بعد النظر إليه واستحسانه. ينادون بذلك في نصرة الدين فلا يجدون إلا نفوسا لاهية أو مواعيد كاذبة (عاد الدين غريبا) - نعم يسر الله طبعه بهمة العلماء العاملين واشتراكهم مع قليل من المتدينين الذين ربطتهم التقوى بأهل العلم جزاهم الله خير الجزاء. وفوق ذلك إنكم تعاتبوننا. سامحنا الله وإياكم ووفقنا لما يحب ويرضى يا إخواننا وهذا الحال مما يزيد البصيرة في كرامة دين الاسلام وعلو مقامه وبهجة إشراقه بنور الحق ووضوح الحجة. حيث أنه مع تقاعد المسلمين عن نصره يتقدم في سيره هذا التقدم الباهر على رغم المعاثر الأهوائية.

عمانوئيل: عد أيها الشيخ إلى كلامك مع الدكتور في حدوث المادة وإنه لا يصح الوقوف على الجواهر القردة لو أمكن فرضها ولم يبرهن العلم على امتناعها. وإنه لا يصح الوقوف بالتعليل أيضا على الأثير لو ثبت فرضه. الشيخ: نعم ولبيان ما نقوله في ذلك وجوه (الأول) إن الماديين قد اضطرهم تعليلهم للكائنات إلى أن يثبتوا للجواهر الفردة حركات مختلفة الوضع والمحل، وقوى مختلفة. وذلك يستلزم تركيبها من عنصر تشترك به في الجوهرية وعناصر تميز كل واحد عن الآخر باقتضاء المسير في الطريق الخاص به والحركة الخاصة به فيبطل كونها أجزاء لا تتجزأ من كل وجه بل تكون مركبة محتاجة إلى فاعل يؤلف أجزاءها.

وينتقل الكلام في التعليل إلى ذلك الفاعل فإن كان فاعلا بطبيعته لزم أن يكون مركبا أيضا يعلل جزء منه جزء الجواهر الذي تشترك به في الجوهرية ويعلل جز منه مميزات الجواهر بعضها عن بعض. فينتقل الكلام في تعليل هذا. وهكذا وإن كان ذلك الفاعل فاعلا بإرادته انتقل الكلام في التعليل إليه وعلى كل حال لا يصح الوقوف على الجواهر الفردة في التعليل. الدكتور: كيف قالوا بأن للجواهر حركات مختلفة الوضع والمحل، وقوى مختلفة. الشيخ. المعروف عن ديمقراط أن الجواهر الفردة لها بنظر بعضها إلى بعض حركة دائرة وحركة اصطدام مستقيمة. وعن (لوسيبوس) أنها تتحرك في الفراغ منذ الأزل والأشياء تظهر وتخفى بحسب ما تجتمع وتنفصل.

نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست