responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 272

المقدمة السادسة

هل ينكر أحد أن أقطار العالم بأسرها قد امتلأت بالدعوة إلى الله جل شأنه وعظمته. وهو واجب الوجود. خالق العالم، ومدبر أمره، والعالم بكل شئ، والغني الحكيم المقدس، شارع الشرايع وقوانين الصلاح، ومعلم الأخلاق الفاضلة، والزاجر عن الرذائل ومواد الفساد والشر. والمتوعد بحكمته على جحوده ومخالفة أوامره ونواهيه وتعاليمه مهددا بالعذاب الشديد. هل ينكر أحل عموم هذه الدعوة على الأقل فيما بعد زمان موسى (عليه السلام). كلا بل إن الوثنية من أول أمرها ناظرة إلى هذا الأساس لكنها غلطت بتأليه المخلوق وما يترتب على ذلك من المفاسد. هذا مع أن العقل فضلا عن هذا النداء يجوز ما ذكرناه في المقدمات ابتداء ومن دون نداء بها. فيرى الانسان نفسه مهددة بفوات المصالح اللازمة وبالوقوع في المضار التي لا صبر له عليها.

عمانوئيل: يا شيخ قد أكثرت في إيضاح أمور واضحة تشهد بها الفطرة، وقد أكثرت اشتياقنا إلى غرضك من هذا البيان والإيضاح. الشيخ: الغرض من ذلك أن نوضح أن القرآن الكريم احتج على الإلهية بحجة أشار فيها إلى هذه المقدمات التي لا ينبغي للانسان أن يغفل عنها مع أنها مكشوفة له بحسب الفطرة والوجدان وعمله في جميع أحواله. وأتم القرآن احتجاجه ببيان الدلالة على أن موجد العالم وعلته عالم بالغايات قد أوجد الكائنات لأجل غاياتها على الحكمة الباهرة والنظام الفائق ونبه على جميع المقدمات بالانكار والتوبيخ على الشك الذي لا محل له مع هذه المقدمات الواضحة الوجدانية والمشاهدات العيانية. فقال جل وعلا في الآية العاشرة من سورة إبراهيم المكية. (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض) ولماذا يشك الانسان. فهل يصح له أن يبقى على شكه لأنه أعرض بجهله عن النظر وطلب الحقيقة في أمر المعرفة.

كيف يعرض وهو مهدد بالعذاب الإلهي، وبفوات مصلحة الشريعة الإلهية ومصلحة تهذيب أخلاقه وتكميله، أو ليس من الضروري الفطري أنه لا ينبغي لذي رشد أن يستقر على خوف الضرر العظيم حتى يأمن ويطمئن بنتيجة النظر الصادق. وليس النظر في هذا الشأن محتاجا إلى نظم مقدمات وأقيسه متعددة كما ينظر الانسان في صحة إشكال المقالة الثالثة من أصول الهندسة لاقليدس. لا. وكلا. بل إن مقدمات هذا النظر مكشوفة لعيان الانسان ووجدانه في جميع أحواله بأوضح انكشاف يرغم النفوس الحرة على الاذعان بالحقيقة - فهل يغيب عن الانسان ما يشاهده بالعيان ويعرفه بعلم اليقين من عالم السماوات والأرض وما فيهما ووجود نفسه ونوعه وسائر الأنواع فكم يرى في العالم من شئ موجود بعد عدمه على أتقن صنع وأحسن نظام تبهر العقول حكمته، ويعجز العلم عن إحصاء غاياته الشريفة.

نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست