responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : الورداني، صالح    جلد : 1  صفحه : 281
قال الفقهاء: في ظاهر هذه الأحاديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته. وأما قوله تعالى (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون).

و (تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة فلا يعارض هذه الأحاديث. بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب ثم التوفيق للأعمال والهداية للاخلاص فيها وقبولها برحمة الله وفضله. وقيل إن الآية تدل على سببية العمل والمنفي في الحديث عليته وإيجابه فلا منافاة بينهما.. وقال النووي: وقوله (ص): " إلا أن يتغمدني " معناه يلبسنيها ويغمدني بها ومنه أغمدت السيف وغمدته إذا جعلته في غمده وسترته. وقال العيني: قيل كيف الجمع بينه وبين قوله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) وأجاب ابن بطال أن الآية تحمل على أن الجنة تنال المنازل فيها بالأعمال وأن درجات الجنة متفاوتة بحسب تفاوت الأعمال ويحمل الحديث على دخول الجنة والخلود فيها. وقوله تعالى: (سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون). إنه لفظ مجمل بينه الحديث والتقدير ادخلوا منازل الجنة وقصورها بما كنتم تعملون [1]..

ويبدو من كلام الفقهاء أنهم في مواجهة النصوص القرآنية الصريحة بوجوب العمل لاستحقاق دخول الجنة وقعوا في حيرة بين هذه النصوص وبين الروايات.

إلا أنهم في النهاية عملوا على إخضاع النصوص القرآنية للروايات أو محاولة التوفيق بينهما لتحقيق الديمومة والاستمرار لعقيدتهم التي تقوم على الروايات.

ومحاولة التوفيق لا تقل شناعة عن عملية الاخضاع إذ أنها تساوي نصوص القرآن بهذه الروايات وهي صورة من ضلال القوم..

لقد أو غل الفقهاء في عملية التوفيق وأهملوا جوهر الرواية الذي ينسب الظلم إلى الله سبحانه على لسان رسول وذلك بالتشكيك في أهمية العمل الصالح ودوره في نجاة المسلم ودخوله الجنة بل التشكيك في عمل الرسول نفسه وبالتالي التشكيك في نجاته ودخوله الجنة هو أيضا..


[1]مسلم هامش باب لن يدخل الجنة أحد بعمله. كتاب صفة القيامة..

نام کتاب : دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين نویسنده : الورداني، صالح    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست