وبهذا يتضح أنّ بحث الكاتب قائم على الشعارات الفارغة والتحريف والتزوير والقطع الذي يقوم به للحقائق، والكذب والافتراء الذي طال حتّى الائمّة (عليهم السلام).
الامامة في ولد الحسين (عليه السلام)
لقد اتفقت الكتب الشيعيّة وبعض الكتب السنيّة الحديثيّة على أنّ الامامة سارية في ولد الحسين (عليه السلام)، وأشار إلى تلك الحقيقة المقدسي الشافعي، والقندوزي الحنفي، والخوارزمي، والحموئنيي الشافعي، وغيرهم من أهل السنّة، وكذلك الكليني والصدوق وغيرهم من علماء الشيعة ومحدّثيهم.
وتناقلت هذه الحقيقة ألسن الصحابة والفقهاء والمؤلّفين من لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ومن بعده من ولده.
فقد نقل الخوارزمي هذه الحقيقة عن سلمان الفارسي والحسين بن علي، كما قال القندوزي في ينابيعه، عن الحسين (عليه السلام): "دخلت على جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأجلسني على فخذه، وقال لي: إنّ الله اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم، وكلّهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء"[2].
واتفق سلمان مع الحسين في نقله هذا بقوله: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإذا الحسين على فخذه وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول: "أنت سيّد، ابن سيّد، ابن إمام، أبو أئمّة، أنت حجّة، ابن حجّة، أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم"[3].
وانضمّ ابن عبّاس إلى نقل هذه الحقيقة، كما يقول الحموئيني الشافعي، الذي نقل عن ابن عبّاس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون".