responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفاع عن التّشيّع نویسنده : نذير الحسني    جلد : 1  صفحه : 187
وطهّرهم تطهيراً؟!"[1].

وأخيراً لجأ إلى ما عوّدنا عليه من التزوير والقطع، فراح يجرّد الحقائق التاريخيّة عمّا يحيط بها، وينقلها للقارئ ليشوّش ذهنه، فيقول في هذا المضمار: (وقد بايع الامام علي بن الحسين يزيد بن معاوية بعد واقعة الحرّة)[2].

ولم ينقل ما أحاط بهذه الواقعة من اُمور وتهديدات، ونحن هنا ننقل إليك كامل الظروف التي أحاطت ذلك الموقف:

يقول الكليني في روضته: (ثمّ أرسل ـ يزيد ـ إلى علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال له مثل مقالته للقرشيين، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): "أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالامس"؟ فقال له يزيد ـ لعنه الله ـ: بلى. فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): "قد أقررت لك بما سألت، أنا عبدٌ مكره، فإن شئت فأمسك، وإن شئت فبع"، فقال له يزيد ـ لعنه الله ـ: أولى لك، حقنت دمك، ولم ينقصك ذلك من شرفك)[3].

فهذه الرواية التاريخيّة التي استند إليها أحمد الكاتب وتبجّح بها من غير أن ينقلها للقارئ كما هي، لا تحتاج إلى تعليق، فالامام مكره مهدّد بهدر الدم، غير قادر على دفع ما يواجهه، ولا يحق لاحمد الكاتب أن يستند إلى هذه الرواية ليجعل الاعتزال هو العنوان لزين العابدين، وإلاّ لما اضطرّ يزيد أن يهدّد الامام بهذا الاُسلوب، فكان عليه أن يبحث عن رواية في ظرف طبيعي، وليس تحت التهديد والوعيد، هذا كلّه إذا سلّمنا بصحّة صدور البيعة من الامام (عليه السلام) ليزيد.

موقف ابن الحنفيّة من علي بن الحسين (عليهما السلام):

كان موقف ابن الحنفيّة من زين العابدين واضحاً لا ريب فيه، وطالعتنا الرواية التاريخيّة بذلك، فقد ذكر جعفر بن محمّد بن نما في كتابه (أنّه اجتمع جماعة قالوا لعبدالرحمن بن شريح: إنّ المختار يريد


[1]الصواعق المحرقة: ج 2، ص 443 ـ 444، في تفسير الاية (واعتصموا بحبل الله جميعاً).

[2]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 29.

[3]روضة الكافي: ص 160، حديث علي بن الحسين مع يزيد.

نام کتاب : دفاع عن التّشيّع نویسنده : نذير الحسني    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست