وبناءً على هذا، فإن كان الحاجّ جائياً عن طريق المدينة المنوّرة، فلا يجوز له أن يكون قاصداً زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) !

وعلى تقدير صحّة ورود هذا الحديث، فلا يستفاد منه ذلك، بل المعنى: لا تشـدّ الرحال إلى مسـجد من المسـاجد طلباً للثواب إلاّ إلى هذه المساجد الثلاثة، لِما لها من عظيم الفضل، وللصلاة فيها من كبير الأجر.

أمّا إذا التزمنا بتفسيرهم لحرم السفر برّاً وبحراً وجـوّاً، إذ لا بُـدّ من القصد في الجميع[2].

قال الشيخ محيي الدين النووي: " إذا انصرف الحجّاج والمعتمرون فليتوجّهوا إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لزيارته،

[1] صحيح البخاري 2 / 136 ح 212، صحيح مسلم 4 / 126، سنن أبي داود 2 / 222 ح 2033، سنن الترمذي 2 / 148 ح 326، سنن النسائي 2 / 37، مسـند أحمـد 2 / 234 و ج 3 / 7 و 34 و 45 و 51 و 53 و 71 و 77 و 78 و ج 6 / 7 و 397 ـ 398، السنن الكبرى 5 / 244 ; وتشـبّث به ابن تيميّة لإثبات معتقده في منهاج السُـنّة 2 / 440.

[2] أفردنا كتاباً في دراسة وتحليل حديث شدّ الرحال.