وخرجت القافلة النبوية العظيمة إلى الحج، وأدَّى المسلمون مناسكهم بتعليم مباشر من النبي(صلى الله عليه وآله). وبعد الانتهاء من هذه المناسك أمر(صلى الله عليه وآله) بلالا أن ينادي بالناس: "لايبقى غداً أحد الاّ خرج إلى غدير خم".
تحرَّكت القافلة العظيمة التي كانت تضم 120000 من المسلمين نحو الغدير، يوم الخميس الخامس عشر من ذي الحجة، بعد ثلاثة أيام من مراسم الحج.
الاحتفال العظيم في الغدير
وقبيل الظهر من يوم الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة ولدى وصولهم إلى منطقة "غدير خم"، تسمَّر النبي(صلى الله عليه وآله) في مكانه وأصدر أمره إلى المسلمين بالتوقف. فتوقَّفت القافلة كلها في منطقة الغدير، وأخذ كل فرد يتدبَّر أمر إقامته هناك حيث نصبوا خيامهم وسكن الضجيج تدريجياً.
وبأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام المقداد وسلمان وأبوذر وعمار بكسح الأشواك تحت أشجار كانت هناك ورفع الأحجار وقطع الأغصان المتدلِّية إلى الأرض، ونظَّفوا المكان ورشُّوه بالماء، ومدُّوا ثياباً بين شجرتين لتظليل المكان. ثم بنوا المنبر في وسط الظل، فجعلوا قاعدته من الأحجار ووضعوا