نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : معتصم سيد أحمد جلد : 1 صفحه : 293
سبحان من ليس له أنيس
ولا له في عرشه جليس
فمنعوا الناس من الجلوس إليه، ومن الدخول عليه، ورموه بمحابرهم فلما داره رموه بالجارة حتى تكدست[1].
وهذا يدل على تعصب الحنابلة وشذوذهم في نشر مذهبهم الذي لم يعترف به العلماء، قال الشيخ أبو زهرة، إن كثيراً من الأقدمين لم يعدوا أحمداً من الفقهاء، كابن قتيبة وهو قريب من عصر أحمد جداً وابن جرير الطبري وغيرهما.
خاتمة:
وبعد هذا العرض لمدارس الفقه عند أهل السنة، اتضح لنا جلياً أنه ليس هناك ميزة لهذه المذاهب عن غيرها حتى تنتشر وتعم كل العالم الإسلامي، لولا السياسة التي اقتضت أن يكون أئمة المذاهب الأربعة هم مصادر الفقه، وذلك لأن السياسة الحاكمة لا يمكن أن تحارب الدين، بل بالعكس فإنها تنر العلماء وتقربهم لكن بشرط أن لا تمس تعاليمهم مصالح الدولة. فمركز السطان فوق كل شيء.
ولذلك نجد أن المذاهب الأربعة قد اختيرت من بين مئات المذاهب وشملها العفو الملكي والرضا السلطاني، فقلدت تلاميذهم منصب القضاء وجعلت أمور الدين بأيديهم. فنشروا ما يشاؤون من مذابه شيوخهم كما تقدم شرحه.