المطلب الثالث: مسألة الدعوة إلى الوحدة الاسلامية على ضوء حديث الثقلين
كان جدّنا السيّد الميلاني رحمة الله عليه يحدّثنا عن مبادرة بعض أعلام النجف الاشرف[1] إلى التفاهم والتقارب مع بعض علماء السنّة في ذلك الزمان، كان يقول رحمة الله عليه: كنّا نقترح عليه وعلى غيره: إنّ السبيل الصحيح السليم للتقارب بين المذاهب الاسلامية، هو الاخذ بحديث الثقلين، لانّ المفروض أنّه حديث صحيح عند الطرفين إنْ لم يكن متواتراً وهو متواتر قطعاً، حديث مقبول عند الطرفين، ودلالته واضحة.
فحينئذ إذا كان هناك شيء عن رسول الله نفسه وهو صحيح سنداً ودلالته تامّة، ويصلح لان يكون جامعاً بيننا، لماذا نتركه ونتوجّه إلى نظريّات واقتراحات ومشاريع أُخرى، قد لا تفيدنا ولا نصل عن طريقها إلى الهدف.
كان رحمة الله عليه يقول: كنّا نصرّ على هذا المعنى، وكان بعض أعلام النجف الاشرف الذي كان يقود فكرة التقريب له اقتراح آخر.