فصرّح بظلم القوم له ، ووضوح عذره بقصور يده عن الانتصار منهم.
وجوابه له في هذا الكتاب : ولقد بارا من قدّمت وفضّلت بنو قيلة يوم السقيفة ، فاحتجّوا بالقربى ، فان يكن الفلج [٣] برسول الله 9 فنحن أحقّ به ، أو لا فالأنصار على دعواها [٤].
فصرّح أنّ القوم المتقدّمين عليه لا يعدون أن يكونوا ظالمين له والأنصار.
وقوله 7 في خطبته المشهورة بعد قتل عثمان : وقد أهلك الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا ، ومات هامان ، وهلك فرعون ، وقتل عثمان ، ألا وإنّ بليتكم قد عادت كيوم بعث الله فيه نبيكم.
فكنّى عن الأول بهامان ، وعن الثاني بفرعون ، وصرّح بذكر عثمان لارتفاع التقية عنه في أمره ، لمشاركة السامعين له في الطعن عليه ، وشبّه حالهم والمتّبعين لهم كيوم بعث فيه محمّد 9 ، وهذا صريح بالتضليل.
وقال 7 فيها : ولقد سبقني في هذا الأمر من لم أشركه [٥] فيه ، ومن لم أهبه له ، ومن ليس له منه توبة إلاّ بنبي يبعث ، ألا ولا نبيّ بعد محمّد 9 ، أشرف منه ( عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ ، فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ).
فصرح بأنّ المتقدّم عليه تقدّم من غير استحقاق ولا إذن من المستحقّ ، وأنه أتى بذلك ما لا يغفر إلا بنبيّ يبعث ، فغلق الغفران بما لا يكون ، ولم يكتف بذلك حتى أخبر أنه أشرف منه ( عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ ) ، ولم يرض بذلك حتّى قال : ( فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ).
[١] هود ١١ : ٨٠. [٢] نهج البلاغة ـ شرح محمد عبده ـ ٣ : ٣٣ ، باختلاف. [٣] في النسخة : « فان لم يكن الفلج ». [٤] نهج البلاغة ٣ : ٣٣ ، باختلاف. [٥] في النسخة : « اشتركه » ، والمثبت من المصدر.