فمن عجيب أمرهم:
[قولهم:] إنّ الإمام قدوة في الشريعة مع جواز جهله ببعضها، و لا يجيزون أن يكون
[قدوة] فيها مع جهله بجميعها، و قولهم إنّه يرجع في البعض الذي لا يعلمه إلى
الامّة، و لا يجيزون أن يرجع في الكلّ إذا لم يعلمه إلى أحد من الامّة، و لسنا نجد
فرقا بين حاجته إلى رعيّته في بعض [ما] لا يعلمه، و بين حاجته إليهم في كلّ [ما]
لا يعلمه.
بل من العجب: أن يكون
الإمام محتاجا إلى من هو محتاج[2] إليه،
مقتديا برعيّة يقتدون به، لأنّ هذا عند العقلاء من المناقضة القبيحة.
و من عجيب أمرهم:
أنّهم يروون عن النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: «ما ولّت امّة قطّ أمرها رجلا[3] و فيهم
[من هو] أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالا[4]،