ودلالة « وليّ كلّ مؤمن بعدي » و « وليّكم
من بعدي » في هذه الأحاديث علىٰ : « الإمارة » و « الخلافة » ، ظاهرة
كدلالة النصّ المتقدّم :
« مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » ، الّذي فهم منه المخاطَبون دلالته علىٰ
ولاية الأمر والإمامة العظمى ، كما تقدّم بيان الشواهد علىٰ هذا المعنىٰ ،
وخاصّة
هنا بقرينة كلمة « بعدي » ، الّتي أوضحت المراد ، ونفت أن تكون المعاني
للحديث المتقدّم ، وقال
عنه : إسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح ; وهو ابن عبد الله الكندي : مختلف فيه ، وفي التقريب
: صدوق شيعي .. ثمّ قال الألباني : فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ،
وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر ، وهو جعفر بن سليمان ; أفلا يعتبر ذلك
طعناً في الحديث ، وعلّة فيه ؟!
فأقول : كلاّ ؛ لأنّ العبرة
في رواية الحديث إنّما هو الصدق والحفظ ، وأمّا المذهب فهو بينه وبين ربِّه
، فهو حسيبه ، ولذلك نجد صاحبي « الصحيحين » وغيرهما قد أخرجوا لكثير من
الثقات المخالفين ، كالخوارج والشيعة وغيرهم. انتهىٰ.
قال المناوي في فيض القدير ٤
/ ٤٧٠ : رواه الطبراني. قال الهيثمي : فيه : دكين ، ذكره أبو حاتم ولم يضعّفه أحد ، وبقيّة رجاله وثّقوا. انتهىٰ.
[٢] مسند أحمد ١ /
٣٣١ بسند صحيح ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٤٤ ; قال الحاكم : هذا حديث
صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي ، كما في تلخيص المستدرك ٣ / ١٤٤ ، مسند أبي
داود الطيالسي : ٣٦٠ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٠ ،
١٩٩ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١.
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 135