ويقول هشام آل قطيط حول آثار الحيرة التي أصابته والأزمة النفسيّة الشديدة التي اعترته فأفقدته توازنه النفسي:
" أوشكتُ من أن أصاب بأزمة نفسيّة، وسيطر عليّ القلق، بحيث لم أعد أستطيع العمل، أصبتُ برجفة حادّة وقشعريرة فأخذني أخي إلى الدكتور، وقال لي الدكتور: جسميّاً لايوجد فيك شيء، فأنت مُرهق نفسياً وفكريّاً، يا أخي بماذا تفكّر؟ هذه الدنيا لا تستحق التفكير، خُذ إجازة من العمل وسافر إلى البلد...
فنمت يومين في الفراش، محاولاً التخلّص من التفكير وصرت أجلس مع أصدقائي أشاهد برامج التلفزيون والمسلسلات لأروّح عن نفسي التعب
والإرهاق "[2].
ويصف إدريس الحسيني الحيرة التي لازمته قبل الاستبصار:
" ففي اللحظات التي ظهرت لي الأحداث على حقيقتها، قامت ـ فوراً ـ حرب بين عقلي ونفسي، فالنفس عزّ عليها إقتلاع (ضرس) العقيدة السابقة، والعقل عزّ عليه أن يتغاضى عن الحقائق الواضحة القطعيّة، فإمّا أن أتّبع طريقاً موروثاً بعقليّة الفولكلور أو أن أسلك سبيل القناعة ونور العقل.
كان هذا أخطر قرار اتّخذته في حياتي، لكي انتقل بعدها إلى رحاب التحدّيات الفكريّة والاجتماعيّة "[3].
ويذكر إدريس الحسيني حول علامات الاستفهام التي ظلّت تراوده بين الحين، الآخر:
" وفجأة رأيت نفسي، أتمثل... منهجاً شكّياً، ابتغاء الحق فكانت الأزمة يومها، أزمة يقين، وما أثقلها من أزمة على طلاّب الحقيقة، ولكن كيف يتسنّى لي الخروج من هذا