( إنّا وجدنَا آباءَنَا على أمّة وإنّا على آثارهِم مُقتَدُون)[3].
وغير ذلك من الآيات المشيرة إلى هذا المعنى.
ولهذا كان الأنبياء (عليهم السلام) يعاتبون الذين يحملون هذا النمط من التفكير، وقد ورد في قول أحد الأنبياء لقومه انّه قال لهم:
( أوَ لَو جِئتُكُم بأَهدى مِمّا وَجَدتم عليه آباءَكُم)[4].
وقال تعالى:
( أوَ لَو كان آباؤُهُم لا يَعقِلونَ شيئاً ولا يَهتَدوُنَ)[5].
فلهذا ينبغي أن يعي الباحث عن الحقيقة بأنّ أسلافه وإن كانوا شخصيّات معروفة ومرموقة، فانّ شهرتهم لا تصلح أن تكون دليلاً على سلامة رأيهم ما لم تتظافر الأدلّة الشافية على صحّته.
ويشير معتصم سيّد أحمد إلى هذه الحقيقة قائلاً:
" إنّ النظرة القدسيّة للعلماء السابقين والعظماء تدعو الإنسان إلى تقليدهم مطلقاً والاتّكال على أفكارهم، فالاستسلام لهذا التقليد مدعاة للانحراف عن الحق، فلم يجعل الله عقولهم حجّة علينا، وإنّما عقل كل انسان حجّة عليه، فلا يمنعنا احترامنا لهم من مناقشة أفكارهم والتدقيق فيها حتى لاندخل في قوله تعالى: ( وقالُوا ربّنا إنّا أطَعنَا