3 ـ القوّة هي المعيار في التولية لا الأهلية والتقوى:
ليس ثمّة شكُّ في أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يولّي الولاة ـ الإداريّين والعسكريّين ـ وفق كفاءاتهم في المجال المبعوثين فيه، مفترضاً فيهم النزاهة الدينية والتقوى.
فما أن يظهر من أحد منهم ما يخالف مبادئ الإسلام إلاّ ويعزله (صلى الله عليه وآله) ويتدارك ما فرّط فيه من أعمال سلبية، وهو (صلى الله عليه وآله) بذلك قَمَع الروح العدوانية الجاهلية.
إلاّ أن ما حصل بعد غياب الرسول (صلى الله عليه وآله) كان ينبئ عن حقيقة مأساوية، مختصرها أنّ "الغاية تبرّر الوسيلة"، وأنّ الأُوْلى بالولاية أقدرهم على قمع الخصوم، ومن ثمّ تتويجه بألقاب تضفي عليه طابع التقوى والشرعية!!
لأنّ المهمّ هو تثبيت قواعد الخلافة، والأجدر هو الأقدر على ذلك.
فقد لّقب أبو بكر خالداً بـ "سيف الله المسلول" وأحاطه بهالة من القدسية، حين منحه منحة الاجتهاد قائلاً "اجتهد فأخطأ"، رغم تعدّيه على زوجة مالك بن نويرة وهي في العدّة، ومعرفته بموقفه مع بني جذيمة وبراءة رسول الله من فعله لقول (صلى الله عليه وآله): "اللّهم إنّي أبرأُ إليك ممّا فعله خالد".
وفي الوقت الذي تتوافر الكفاءة في خالد بن سعيد بن العاص، لا يطيق