وبما أنّ بحثنا حول "التأصيل"، فمن الجدير ذِكره هنا أن نرى الخلفيات الثقافية والمباني الارتكازية، التي كانت بمثابة الأرضية التي سوّغت لأبي بكر الإقدام على نشر أفكار وأُسس خاصّة، واتّخاذ إجراءات لم تكن في زمان الرسول (صلى الله عليه وآله)، كان من جملتها إقدامه على منع التدوين والتحديث!!
إذ كيف تمكّن من هذا المنع؟!
وكيف استطاع ترسيخ مرتئياته وبثّها بين المسلمين؟!
وما هي الاُصول التي اعتمدها لاقناع أكبر عدد من المسلمين بذلك؟!
ثمّ ما هي العقلية التي كان يحملها الخليفة قبل الإسلام؟! ومدى تأثيرها على بُناه الفكرية من بعد؟!
قلنا:
إنّ الحالة الثقافية لأيّ مجتمع من المجتمعات لابُدّ أن تترك بصماتها وآثارها على أفراد المجتمع، سلباً أو إيجاباً، خصوصاً مع ملاحظة تاريخ تلك الشخصية وموقعها في ذلك المجتمع، وما مرّت به من أدوار، وما كانت تفتخر به أو يُفُتَخرُ لها به من مميّزات في ذلك العصر.