responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 71
المنافقون وحدهم. إنّما هم جماعة من المهاجرين والأنصار أنفسهم. جماعة من صحابة الرسول (ص)، هم الذين يخشى ويتوقع مواجهتهم له، واحباط مساعيه الأخيرة فيما يتعلق باستخلاف علي.

جماعة من الصحابة هم الذين حدّث عنهم في أكثر من مرّة في حديث وقوفه على الحوض في المحشر وقدوم جماعة من أصحابه يذادون عن الحوض فيقول: أصحابي أصحابي فيُجاب: انّك لا تدري ما أحدثوا بعدك!!


*  *  *

وعلى أي فقد كان حريصاً على حلّ العقدة، وتذويب المشكلة، وسدّ الطريق على قوى المواجهة التي يتوقع ان تقف ضدّ علي.

كان حريصاً على ذلك حرصه على الرسالة كلها.

وكان من مظاهر هذا الحرص انه كان يضع لبنات المستقبل في اللحظة التي يضع فيها لبنات الحاضر، كان يذكر علياً، ويذكر الطليعة، ويوصي، ويُحذر، ويدفع، ويرغّب، ويقوم ويقعد بقضية علي، قضية مستقبل الرسالة.

وكان من مظاهر هذا الحرص انّه حين أعلن يوم الغدير عن استخلاف علي، أمر المسلمين جميعاً، أن يسلّموا عليه بأمرة المؤمنين.

كان يقصد إلزام الأمة، وتشديد وتأكيد التزامها بعلي، فهو لم يبين لهم الحقيقة فقط، وإنّما أخذها على لسان ويد وسمع كل واحد منهم.

خطوة تنبئك عن حجم الاهتمام، كما تنبئك عن الأزمة التي تدعو لهذا الاهتمام. وبالفعل فقد قامت الألوف المؤلفة، تبايع علياً وتشهد الله على سمعها، وقلبها، ولسانها، ويدها، وتسلّم عليه بأمرة المؤمنين.

الرواية الشيعيّة تتحدّث كثيراً عن تصدّي الفئات غير الراغبة في علي حينما أعلن الرسول استخلافه، وتتحدث عن تصميمها وعزمها على نقض هذا القرار، وعن خطواتها في هذا الطريق من الآن وحتّى مات الرسول (ص).

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست