responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 42
والعفونة والأوئبة في الأفكار والأهداف والنفسيات، وحيث النظرة الضيقة المنحدرة والهدف الرخيص المريض.

أنصاف الأعمار أو أكثر من أنصاف الأعمار ـ وأحياناً أقل ـ قضيت في هذه المستنقعات وسبحت فيها وجاء الإسلام ثورة في كلّ الأصعدة والآفاق، ثورة في الفكر والنفس والخلق، ثورة في النظرة والطريقة، النظرة إلى الكون والحياة والانسان، وطريقة السلوك والتعامل في الحياة.

وانتقل هؤلاء ـ بعد تشبّع وامتلاء إلى الأعناق بالتفكير والسلوك الجاهلي ـ إلى الإسلام حيث النقاء والنزاهة والرحابة ـ وحيث الاُفق الانساني المنفتح والهدف العالي العظيم لقد نطقوا بالشهادة واعترفوا بالشعار (أشهد أن لا اله الاّ الله وأن محمداً رسول الله) وكان مفروضاً أن تجري معهم عملية مسح وغرس، مسح لكل القيم والترسبات والتعقيدات الجاهلية، ردم الانخفاضات والثغرات والانحدارات، ثم عملية غرس مقارنة أو متأخرة عن ذاك المسح، غرس للقيم، والخُلق، والمُثل، والتصورات الانسانية الإسلامية.

وما تحتاجه عملية الغرس ليس بأقل مما تحتاجه عملية المسح من جهود وزمن.

انّ الارتواء التام بالسائل الجاهلي يحتاج إلى تجفيف تام، وهو لا يكون الاّ في مدّة بطول مدّة الارتواء وأكثر منها. وبعد التجفيف لابدّ من إرواء جديد بالسائل الإسلامي النقي.

ماذا يقدر رسول الله (ص)؟ وهو لا يملك بعد تكوين الأمة والمجتمع الاّ عشر سنوات، عشر سنوات فقط. تعامل فيها مع المسلمين كأمة ومجتمع، منذ انتصارات الهجرة إلى الوفاة، منذ وضع الحجر الأساسي في المدينة وإلى الارتحال عن الدنيا.

وهي عشر سنوات مملوؤة بالمعارك، وهموم المعارك، ومشاكل ما قبل وما



نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست