responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 164
والأنصار واتّهامه لعلي بالفتنة.

وحينما تصاب العقول بالشك، وتموت الإرادة، ويذوب الحماس، لا ينفع العمل المسلح، بل لا يمكن. لأن أحداً سوف لا يتحرّك للتأييد فضلا عن الاشتراك والجماهير التي اندفعت لبيعة أبي بكر كانت مصابة بالشك، والإنهيار، والقلق.

وهنا سوف لا تنجح أية صيغة للعمل إن لم تعالج هذه الإصابة، وتمسح الأفكار، والتصوّرات، والنفسيّات المريضة، مستبد له بوضوح تام، وتصور عميق، وارادة حيّة صلبة غير متخاذلة.

ولابدّ من تحقيق كلّ هذا بسرعة، وحرارة، وتكثيف الجهود والطاقات والمساعي قبل أن تستحكم الإصابة، وينقطع النفس الأخير للإرادة وللوعي معاً.

ولأن القوى الحاكمة تتحرك بسرعة، وتبادر لخنق أية محاولة وهي في المهد، وهنا جاء دور علي والزهراء والمخلصون للخط.

جاء دورهم بغاية تعرية الحكم القائم، وتحذير الأمة من مخاطره على التجربة وعلى الرسالة.

وبغاية تحريك عزمهم، وتثوير ارادتهم، وشحنهم بالحرارة والحماس للقضية، بعد توعيتهم وتعريفهم بأبعادها الرساليّة.

وبغاية فصل هؤلاء عن الحكم القائم، وسلب تأييدهم له، ومن ثمّ الإنخراط في سلك علي.

تحركت الزهراء، ومعها لفيف من نساء قومها، لا تخرم مشيتها مشية رسول الله. ذكّرتهم بأبيها، وموقعها من أبيها، وأنَّت أنَّة أجهش لها القوم بالبكاء، ملكت العواطف والأسماع والعقول، بكلّ قوّة وكلّ حرارة، وكل حماس.

وبكل دقة، وتركيز، واستهداف. ذكّرتهم بماضيهم البطولي المجيد،

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست